في إحدى الليالي الحزينة ..
أخذت أبحر في محيط ذكرياتي المؤلمة ..المبكية ..المجرحة بكل ما تحمله في طياتها ..
سكنت في جزيرة تلك الذكريات التي لم يستطع الزمن محيها من ذاكرته مع مرور الأيام والسنين ..
بل ما زال آثرها موجود في قلبي .. وكأنه جرح عميق ينزف بشدة من الألم ..
جلست انظر إلى نفسي في ماء البحيرة وكأنني لا أعرفها .. كأنه وجه امرأة عاجزة قد أثقلها تعب السنين وخيانة الزمان ..
حزنت على نفسي كثيراً..
فجلست أخاطبها ......
مال عينيكِ تحمل في بريقها أسئلة كثيرة لم تجد أذن صاغية ..
وما بال شفتيكِ أصبحت بائسة وكأنها لا تعرف الابتسامة ..
ما بال الدموع تسكن في عينيكِ توحي لمن رأها قرب رحيلها ..
وبالفعل وفي تلك اللحظات التي أعاتب فيها نفسي خانني دمعي الساكن في عيني .. فنهمر على خدي بشدة ..
أيتها النفس الشاردة .. ما بالك صرتي تعاتبين الأيام .. وتلقين اللوم على الزمان ..
وتحملين ريشة رسام لترسمي الحياة بقسوتها ومرارتها..
ما بالكِ صرتي تسكنين عالم الشجن والشرود ..
بل ما بالكِ أصبحتِ لا تدلين طريق السعادة ..
أصبح طريق السعادة في عينيكِ درب مظلم لا يحمل سوى أشواك ..
لماذا كل هذا ؟
لماذا أصبحتِ قاسية القلب
هل خٌلقتِ هكذا ..أم قسوة الأيام أجبرتكِ على هذا ..
لماذا صار دربكِ ظلام وهموم ..
ألا ترين تلك الجزيرة الخضراء الجميلة .. لماذا ترمقين لها عن بعد وكأنكِ لا تستطيعين الوصول إليها ..
هيا أيتها النفس أبحري .. في أبحر التفاؤل .. وتجاوزي أمواج القسوة
واجعلي مركبكِ ذكر الله .. وشراعك خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ..
واجعلي دربك درب السعادة والإنتصار على الباطل بثقة من الله تعالى ..
إنه على كل شيء قدير
وبإجابة الدعاء جدير ..
[center]